قصائد رلى الجردي
سريرُ النّارنجِ
أنا سريرُ النّارنجِ وهو يستفيق
أتحلّى بالخناجرِ
واسمي سوريَّة
أنا طلاءُ الأرضِ
والخبزُ المنفجرُفي الأفواهِ،
الجدران المجدَّلةُ
أنا اخضرارها
أغرقُ بحِنّائي
أنا أوردةٌ بنَفْس اللونِ
بِذاتِ الطّول
لا أفصلُ عيناً عن عين
ولا جلدًا عن جلد
لا أشبهُ الفصولَ
أستعيرُ ضلوعَ الطّوفانِ
وأتكلّمُ كما لو كنتُ
رندَ الجورِأو قلبَه
أنا ملكةٌ
أسدُّ ثغراتِ الجوعِ في شارعِ الحمراء
أُعذِّب الحياء
واسمي سوريَّة
أنا ترديدُ القتيل على دفِّ قاسيون
والأمكنةُ المطرودةُ من بردى
أنا الخَّدُّ الورديُّ في راحةِ التاريخ
آخرُ مأدُبةٍ لآلهتِكُم في حلب
أنا السُّكرُ
ملعقةُ بكاء
أنا ما تبقَّى لكم من الجمال
أنا حارسُ الأمانِ يمدحُ نفسَه
أكسِرُ العظامَ
على أرصِفةِ مُدُني أُحييها
أفرشُ غديرًا للأجسادِ
أُطلقُ وجعَ النوعِ والجنسِ في الإنسان
أبعثُ الأمةَ
وأحذيةً صلبةً داخلَ الرأسِ
أفرِّقُ أثداءَ النساء
غدًا أجرُّ أتربةَ جسدي
معَ خيولِها إلى الضَّوضاء
أهربُ إلى بوادي النجومِ
حتَّى لا أعثرَ على موتي
تحتَ أنقاضِ الصَّباح
أنا باحةُ الزيتون تقترفُ قبرًا
أصابعي سكاكينُ
أَرميها للكلابِ الجائعةِ في صدري
بلا عُشبِ أصواتِهم
يموتُ أطفالي
بلا تيجانِهم
أو حتَّى أمواجِ ضِحْكاتهِم
أنا وابلٌ من الربيعِ
مَطرٌ فوقَ تابوت
على ساعديَّ لغةٌ تحتضر
وأمامي الحياةُ فَمٌ
يلهو بتوتٍ شاميّ
هلاك
في فقراتِ الهواءِ المتقطعَة بين َ شفتيكِ
يشتدّ الوَتدُ ويضمُّ أضلعي
فأحبكِ
وأنامُ فيكِ
أصابعكِ الساحرةُ السمراء
قيامُها ثم قعودُها يُدميني
كلماتي المتشققة تلتئم ُ
من قطرِسنديان ٍ
من زيتِ بُحيرةٍ تجرّحَ بسوادِه وبياضه
يرمي برقاً مخيفاً في عينيكِ
طبلُ السّاعةِ
يدقُّ داخلي كَعُكاّز ٍ
يعرفُ حدودَ الهاوية
يقيس ُ عمقَها
أُهللُ لهلاكي فيكِ
خيطان الشرايينِ الليلكيةِ
في جسدي
ترقص على الفخذينْ
في الكهولةِ
صرتُ أعيش بطيئاً
أَتلو جُملَ الظُهرِ للنهارْ
وأُداوي الليلَ بنجومهِ
ألاطفُ مخالبَ الموتى
وأغرس مساميرَ الشهوات ِ
على نومٍ رقيق
في الكهولةِ
أُختصَرُ الى مسخ ِ صوتي
وتلوُّكِ الجلدِ الثمينْ
أنت حيّةٌ الآن
وأنا حقلٌ من العروقِ الزرقاء
إجلسي في حذرٍ منّي
فالكهولةُ عدوى
وامتلاكُكِ ليسَ يَكفيني
حين يحضُنُ طِفلُك ِ نَهديك ِ
سألعبُ وآكل ُوأغفو مثلَه ُ
لا تَغرَّنكِ رقّتي
فأنا على سوءِ عاجزٍ ماجنْ
وقد خرج كلُّ الرجالِ مني
في الدُّرج جسدي السابق
موّزَعًا في الصُّورِ
لا الرجولة تحتفي بكِ
ولا الحائطُ يختلُّ لجنونِ الحديقة
أنثري عقدَ النبيذِ على أجزائِك الجميلة
ورذاذَ السّماقِ الخمري
لأجرَّ قدميَّ سنة ً
وأُمسكَ بقسوةِ شعركِ
علّني أجْمعُ أوّلي بآخري
أو أموت
أمي
أبحث ُ في صباحات ِ بيتنا
عن حديث ٍ لك ِ
أُقلّبُ صوتَك ِالمعقودَ فلَّتين ِ
على خاصرة ِ الشرفة ِ
حينَ كان َ المتوسط ُ بحراً
وكنّا موجتين ِتحرّكانِه
في يدِك ِ إكليلُ الشايِّ أخضرُ
وأنتِ عِطرُه ُ وجذرُهْ
الكهرباءُ تقفُ حافيةً على بابِ الوريد
ولا من طائرٍ يُخيفها
نهرًا كان صدرُكِ
والشمسُ سنديانةً لا تبتسم
سيأكلُ الغصنُ نفسَه
وأنفصلُ أنا وأنتِ عن الأوكسجين
في رواق القلب ِالأخيرْ
تنتشرينَ مع دفءِ الخبزِ
بسماتِ الخُزامى
عَقدتِ الليلَّ خِماراً
إنطفأَ الطَّحينْ
لمَ غرقَ الصُّبح بالرَّملِ قبلَ أنْ تَستفيقي؟
تقتربينَ لبرهةٍ منّي
أشتمُّكِ في زهرِالخيال
لديَّ ضمةُ يديك ِ
تُعمِّرُ الشتاءْ
إبقي قليلاً لنوقظَ حديثا ً
ونحفظَ منهُ السّعادَة
اللحظة مُعَّقمَةٌ
تعالتْ علينا
فَلكِ جئتُ بقُبّةٍ كقلبي
ورددتُ أقلامي وردائي
انحدرَ جسدُكِ إلى قاعِي
مع الصَّوتِ بأسلاكِ الهاتفِ
واستلقى كنومِ الدَّمِ الفاتنِ
أوراقنا تتمزقُ تحت هدمِ الحبرِ
وفي الرُّوحِ عزفُ النزيفْ
انتظاري لموتِك
ما كانَ كرسياً من كهرباءْ
ولا عِقدَ نرجس ٍ يختنقُ برائحتِه ِ
بل طفلٌ يلهو بقربي
في متجر ِ أسلحة ٍ،
ينوءُ عنّي زهاءَ التفاتةٍ
فأَرتَجِزُ لأمّهِ على مسافةِ محيط ْ